انا الشهيد/ بقلم . طارق الونيني

أنا الشهيد
رن  هاتفي وساعة حائطي
تشير إلى الواحدة ودقائق من بعضي
أنه نداء العاشقان
وطفلي وحبيبتي نائمان
ارتديت عظام الرفاق من الشهداء
قبلت طفلي وهدهدته
وقبلة أخرى على جبين حبيبتي
طالت أمدا حين أنفاسها لامسة
طاحونة رأسي الغارقة في هيكل الرصاصات
حينها كانت لا تدري أنني همست
بين عينيها إن عدت محمولا
 فوق أطياب الغمام
فلا تغرقي رضيعي في الأحزان
ولا تملئي الحقول بعدي بالدموع
   بل أحفري قبري على السرير
كي أهدهد طفلي الصغير    
وأملأ مائدة قلبك بأوسمة الفخار
وعندما أنا والرفاق عدنا
أيادي وأقدام مقطعة
ملفوفة في دموع الأمهات
أتت حبيبتي تركض فوق أسنام الغمام
ترتدي ظلي المبعثر
داخل قلبها في زوايا الأحزان
سئلت هل تستطيعين
التعرف على شهيدك
وكيف لا أعرف حبيبي
هذه الكف كانت على خصري تنام
وهاذي القدمان حملت صغيرنا
وداعبته قبل ألانفجار
لملمت رأسي ومعها
كومة من العظام
لفتها بوشاح حزنها
وحفرت قبري في صدرها
طفلي لن يبكي لن يصرخ
خوفا من سيارة مفخخة
أو هياكل تمشي من العظام
ولن يحفر في التلفاز
قبور من ألانتظار
لن يحفر نفسه قبرا
لجثث تمشي بدون أعضائها
بدون رأسا إلى مقابرها
فحين يتوق لي
يقبل قبري في صدر أمه
وينام كما كان بلا أحزان
طارق صابر عبدالجواد
الإسماعيلية
مصـــــــــــر

تعليقات

المشاركات الشائعة