عزف أخير لناي حزين / بقلم. رفيقة ريان سامي

عزف أخير لناي حزين

إعزف ياناي لحن الأحزان على حب هذا الزمان... كثر فيه الغدر والهجران... رخصت فيه القيم... ذلت الهمم...أصبح الحب كلمات تصاغ لصيد للحظات... وينتسى وكأنه في سوق الجواري يسبى...

تأتي ذات الرداء الأسود... تروي بعزف نايها حكاية حبها المغتال من الصبا الى حين وفاتها...

بدأت قصتها عند الوداع الأخير.. حين صفعها بكلماته قائلا... ستجدي من يعوضك عني... ( لا تسأليني عن أمانينا فقد كانت سرابا... إني أسدلت فوق الأمس سترا وحجابا...) عندها إنهارت وعرفت أن كل السنين التي عاشتها معه على أمل ان ينصلح الحال... وتتعانق الارواح حبا وشغفا... ويحدث زلزالا عظيما يحطم كل العوائق... ويثور بركان الشوق و الحنين ليذيب الجليد.... الذي بناه القدر حاجزا  فرق بينهما... وجعل للقاء الحب والتفاهم أصعب... إنه القريب البعيد  همسه صوته طيفه... كل معها في صحوها ونومها... تسعى جاهدة لإرضاءه... تخاف عليه كوليدها... تتمنى حظنه كأنه اباها... ترجو حنانه كأخ... ومحادثته كصديق.... وإهتمام بحب وعشق الزوج...لكنه رجل قلبه ليس ملكه... ينسى بكل سهولة واضعا سترا على ماضيه... ويجدد حاضره...!

حملت نايا ترثي حبيب الروح والجسد...
بين ظلمة وسكون يراودني طيفيك...
فتنزل دموعي حراقة على خدودي...
فأحمل الناي ليردد أهات أنيني...
بنغماته الحزينة يروي قصة حزني...
حبيبي دعمتك بالأمان وسقيتك حناني...
فماكان منك إلا نسياني وللأبد هجراني...                              
فردك أشقاني وزاد في عللي وأسقامي...

نعم فقلبها له خفق... وبكلمات وداعه ودع النبض... أصبح الثرى الغطاء الأنسب...
أياصبر أيوب... أيوجد في هذا الزمان من تصبر على هجر مميت من القريب البعيد ناكرا لحب صادقا رجاؤه قرب وإهتمام...!؟

رفيقة ريان سامي/ الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة