الجزء الثاني من قصة كانت هنا/ بقلم. عبدالله أيت أحمد

الجزء الثّاني من قصّة  كانت أمنيّة

لمّا تسلّم السّي السّيد والدي رسالة استعطافي، استعان بجارنا صاحب البقّالة الّذي لم يتجاوز مستواه الدّراسي مرحلته الابتدائية، فأسهب في الشّرح وإعطاء المواعظ، وتحذيره وتخويفه من مغبّة الاستجابة لطلبي وخاصّة أنّ مستقبلي غامض ولم ألج بعد سوق العمل، فأنا في نظرهم مجرّد صبيّ مراهق غير ناضج لا يدري عاقبة الأمور وغير مستوعب لمعنى المسؤوليّات...ولذلك استشار أحد أخواله طالبا مساعدته لإيجاد مخرج للمعظلة، اجتهد الإثنان، انصبّ تفكيرهم على البحث عن زوج لحبيبتي..ولذلك فكّروا في الجزّار الذي طلّق من فترة قليلة بعد زواج فاشل لم يدم طويلا...لم يتردّد كثيرا فقد قبل العرض بكلّ سخاء.
بعد أن طمأنني صديقي بالرّجوع الى منزل العائلة نزلا عند رغبة أبي الّذي أكدّ أنّه سيبحث في الأمر..لا أخفي أنّني شعرت بمزيج من الأحاسيس المتناقضة، اليأس يختلط بالفرح وأشكّ في نوايا الّذي أخاله منقدي.
في طريقي للعودة صادفني الرّجل..كانت المفاجأة صدمة كبيرة اهتزّ لها كيّاني ورباطة جأشي..وتساءلت كيف يستسيغ هذا المنكر وهو يعلم ما بيني وبينها من عشق وغرام وأيّ نفس تسكن هذا المتعجرف الكافر، لكن لم أستغرب كثيرا فهو يحترف مهنة الذّبح والسّلخ وتقطيع اللّحوم والمصارين وتفصيل الرّؤوس ولم يعد من شكّ أنّه تخلصّ من المشاعر الإنسانيّة منذ أن احترف الجزارة ولم يتبق إلّا أن يذبحني من الوريد إلى الوريد ويمزّق كلّ ما تبقّى من صدق وصفاء.. لقد أعدم الحبّ والمحبّين ودفنهم معا في مهد البداية والنّهاية بمباركة من أقرب المقرّبين.
يتبـــــــع.....
عبدالله أيت أحمد/المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة