بدر شاكر السياب ( الشاهدة ./ بقلم.د. عبد الرضا الخفاجي

بدر شاكر السياب (الشاهدة)

" يا قارئا كتابي
ابك على شبابي "
شاهدة بين القبور تبكي
تستوقف العابر . . . يا صحابي
غضوا الخطى ولتصمتوا : إن القرون تحكى
في جملة خطت على التراب
من نام في القبر ودود القبر ؟
يسأل لا ينطق بالجواب !
سيان عنده ائتلاق  الفجر
وظلمة الليل ، بلا ثياب
بلا طعام ، لا هوى ، لا حقد
افقر اهل الفقر
فيه وأغنى الأغنياء . . . تعدو
في قبره الجرذان ، وهو غاف
نام من الديدان في لحاف ؟

لي نومة مع التراب عند غد
صباحها اول ليل الأبد،
يمر بي الشيوخ و الشبان
يثرثرون : يدها فوق يدي
وعينها . . . " وينفث الدخان!
رب فتى مورد
يقرأ من شعري على الصحاب ،
يقرأ في كتابي
قصيدة خضراء عن الجيكور
غافية تحت الغصون النور
تحلم بالسحاب
مر على قبري فقال : قبر !
واين من هذا الرميم الشعر
يدفق بالعواصف
كهبة العواصف القواصف " ؟
مر على قبري فكاد الصخر
يصرخ :" تحتي نام هذا الشاعر
صاحب هذه القوافي، يسمع
ما قلتموه فالعيون تدمع
في العالم لا يرجع المسافر
منه ولا للنوم فيه آخر
رفقا به ، دعوه في رقدته
تؤنسه الديوان في وحدته
كان له قلب وكان امس ،
حتى اذا استنزف من مدته
توسد الترابا
لا تقرأوا الكتابا "

ثم تغيب الشمس

الدكتور عبد الرضا الخفاجي

تعليقات

المشاركات الشائعة