بدر شاكر السياب / الباب تقرعه الرياح/ بقلم. د عبد الرضا الخفاجي

بدر شاكر السياب (الباب تقرعه الرياح )

الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك
اين كفك و الطريق
ناء بحار بيننا مدن صحاري من ظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو الى اخرى و يزهو في الغمام

الباب ما قرعته غير ريح . . .
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على مرافئ او محطات القطار
لتسائل الغرباء عني عن غريب امس راح
يمشي على قدمين وهو اليوم يزحف في انكسار
هي روح امي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي :

«آه يا ولدي البعيد عن الديار
ويلاه ! كيف تعود وحدك لا دليل ولا رفيق » ؟
اماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي ادق ولا نوافذ في الجدار !

كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنما غسق البحار ؟
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
يتراكضون على طريق ويفزعون فيرجعون
ويسائلون الليل عنك وهم لعودك في انتظار
الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
اماه ليتك ترجعين
شبحا وكيف اخاف منه وما امحت رغم السنين
قسمات وجهك من خيالي
اين انت اتسمعين
صرخات قلبي وهو يذبحه الحنين الى العراق

الباب تقرعه الرياح تهب من ابد الفراق .

الدكتور عبد الرضا الخفاجي

تعليقات

المشاركات الشائعة