في انتظار رسالة /بدر شاكر السياب/بقلم. د. عبد الرضا الخفاجي
بدر شاكر السياب
(في انتظار رسالة)
وذكرتها ، فبكيت من المر :
كالماء يصعد من قرار الارض ، نز الى عيون دمى
وتحرقت قطراته المتلاحقات لتستحيل الى دموع
يخنقننى فأصك اسناني ، لتنقذف الضلوع
موجا تحطم فوقهن وذاب في العدم
دخان من القلب يصعد
ضياب من الروح يصعد
دخان .. ضباب
وانت انخطاف وراء البحار ، و انت انتحاب
ونوح من القلب كالمد يصعد
ودمع تجمد
وغصت به الاه في حنجرة.
ذكرتك يا كل روحي ويا دفء قلبي إذ الليل يبرد
ويا روضة تحت ضوء النجوم بقداحها مزهره
وذكرت كلتنا يهف بها ويسبح في مداها
قمر تحير كالفراشه ، و النجوم على النجوم
دندن كالأجراس فيها، كالزنابق إذ تعوم
على المياه ... وفضض القمر المياها.
وكأن جسمك زورق الحب المحمل بالطيوب
و الدفء ، و المجادف همس في المياه يرن آها
فآها و النعاس يسيل منك على الجنوب
فينام فيه النخل تلتمع السطوح بنومهن الى الصباح
أواه ا احلاك نام النور فيك ونمت فيه
و الليل ماء و النباح
مثل حصى ينداح فيه ، وانت اول وارديه
هو الصيف يلثم شط العراق
بغيماته ذاب فيها القمر
وتوشك تسبح بيض النجوم لولا برودة ماء النهر
وهف شراع لأضلاعه في الهواء اصطفاق
وغنى مغن وراء النخيل
يغمغم : «يا ليل ، طال السهر
وكال الفراق »!
كأن الجميع قلوب العراق
تنادي ، تريد انهمار المطر
وصعدت نحوك و النعاس رياح فاترات تحمل الورقا
لتمس شعرك و النهود به ، تموت
حينا وتلهث في النوافذ من البيوت
ألقاك في غرفاتها ، و اشد جسمك فار و احترقا
إني اريدك ، اشتهيك مس ثغرك في رساله
طال انتظاري وهي لا تأتي ، و تحترق الزوارق و التخوت
في ضفة العشار تنفض ، وهي لاهثه ،ظلاله
عل الرياح حملن منك لها رساله.
لم تبخلين على بالورقات ، بالخبر القليل وسحبة القلم الصموت ؟
إني أذوب هوى ، أموت
و أحن منك الى رساله
الدكتور عبد الرضا الخفاجي
(في انتظار رسالة)
وذكرتها ، فبكيت من المر :
كالماء يصعد من قرار الارض ، نز الى عيون دمى
وتحرقت قطراته المتلاحقات لتستحيل الى دموع
يخنقننى فأصك اسناني ، لتنقذف الضلوع
موجا تحطم فوقهن وذاب في العدم
دخان من القلب يصعد
ضياب من الروح يصعد
دخان .. ضباب
وانت انخطاف وراء البحار ، و انت انتحاب
ونوح من القلب كالمد يصعد
ودمع تجمد
وغصت به الاه في حنجرة.
ذكرتك يا كل روحي ويا دفء قلبي إذ الليل يبرد
ويا روضة تحت ضوء النجوم بقداحها مزهره
وذكرت كلتنا يهف بها ويسبح في مداها
قمر تحير كالفراشه ، و النجوم على النجوم
دندن كالأجراس فيها، كالزنابق إذ تعوم
على المياه ... وفضض القمر المياها.
وكأن جسمك زورق الحب المحمل بالطيوب
و الدفء ، و المجادف همس في المياه يرن آها
فآها و النعاس يسيل منك على الجنوب
فينام فيه النخل تلتمع السطوح بنومهن الى الصباح
أواه ا احلاك نام النور فيك ونمت فيه
و الليل ماء و النباح
مثل حصى ينداح فيه ، وانت اول وارديه
هو الصيف يلثم شط العراق
بغيماته ذاب فيها القمر
وتوشك تسبح بيض النجوم لولا برودة ماء النهر
وهف شراع لأضلاعه في الهواء اصطفاق
وغنى مغن وراء النخيل
يغمغم : «يا ليل ، طال السهر
وكال الفراق »!
كأن الجميع قلوب العراق
تنادي ، تريد انهمار المطر
وصعدت نحوك و النعاس رياح فاترات تحمل الورقا
لتمس شعرك و النهود به ، تموت
حينا وتلهث في النوافذ من البيوت
ألقاك في غرفاتها ، و اشد جسمك فار و احترقا
إني اريدك ، اشتهيك مس ثغرك في رساله
طال انتظاري وهي لا تأتي ، و تحترق الزوارق و التخوت
في ضفة العشار تنفض ، وهي لاهثه ،ظلاله
عل الرياح حملن منك لها رساله.
لم تبخلين على بالورقات ، بالخبر القليل وسحبة القلم الصموت ؟
إني أذوب هوى ، أموت
و أحن منك الى رساله
الدكتور عبد الرضا الخفاجي
تعليقات
إرسال تعليق