المستضعفين في الأرض/ بقلم. عبدالله أيت أحمد

المستضعفون في الأرض
 لو كان بيدي لغيّرت القدر..
أعيش في الضّباب
أتنفّس النّقع
صُعدائي خامدة،
والعُصارة تغلي بالأعماق..
النّيران تتأجّج حولي،
باردة كالصّقيع
كرِهت بُرودة جوفي،
ونفاق أضلُعي
صَحَتِ الخلايا الرّاقدة،
منتفضة ضدّ الدّهر..
 فما عادت تتحمّل فعل السُّبات،
ولا تستوعب نظرة الاستغفال..
والحسرة على أعمارنا المسروقة،
تعصر الأموات كما الأحياء..
فالنّدم لن ينفع في شيء؛
ما داموا يتربّصون بما تبقّى من بصيص الأحلام..
أيّها المغفّلون الأغبيّاء،
شاخت مشاعرنا وابيضّت آمالنا
وهي تَنفُق في دروب العمر
وتغرق في مستنقـع
تملأه الضّفادع ضجيجا وفسادا..
لو كان بيدي لعجنتها
ولأخرجت منها جسدا مريداََ
خارقا ليس ككلّ الأجساد،
يُطارد الأشباح
ينبذ السّاديّة وفكر الحُسّاد..
ففي داخل الجُدران مُقل شارِدة،
وآذان تتجوّل في صمت
بين الأفنِيَة والأدراج
بين الحواسيب والهواتف والمكيّفات..
أقدام خفيفة
عقول فارغة
وقلوب وجلة
عفوا.. الخداع يملأ الأجواء،
يتصدّع منه  الزّمان والمكان
والمداد يقطر سمّاََ
في سواد البياض
والقِرطاس جريح
 ينزِف بما حواه من الأحوال والأهوال،
والنّفاق أستنشقه صباح مساء
من بزوغ الشّمس  لأفولها..
ولأنّ الحيّز والفراغات ملوثّة
 والرّؤوس بأكثر من وجه
تجتمع في جسد الجيّاع..
تنازلت عن حقوقي في استنشاق الهواء
فكلّ شيء لا مناصّ له من الأتاوة والعذاب
دماءُ قُريْظةَ تغلغلت في عروق أهلِنا،
وامتلأت القلوب بِبُغض وخِداع..
 وأهل النّذالة والخيّانة في وادِِ،
يحتكِرون الزّروع كما الضّروع
ويستنزِفون ما تحت الأرض وما فوقها
وما فوق الماء وماتحته
وما في الجِبال وكلّ الأصقاع..
حِبالهم كبّلتِ الشّعوب بالتّجويع
وصكوكُ غفرانِِ مستحدتة يبيعونها،
لقوم كادوا يكونوا قَطيعا..
والمكر عجّل بخَسفِهم وأموالهم،
فلن تنفع اليومَ من عَاتَ فسادا..
 وتشتكي الأرض بحدّةِِ،
لتلفظ كلّ من سعى فيها إفساداً..
الانتفاضة قادمة لا ريب فيها،
والعقول تدبُّ فيها النّخوة والصُّمود..
الآن من يُداري الحقيقة بالغربال،
ويستغبي الإنسان كما الحيوان
في غفلة من أمرهم يتهكّمون
ألا ساء ما يصنعون بالقطيع..
همُ الرُّعاة ولكن  لم ولا ولن يفعلوا
فضاق العيش والفوارِق باديّة،
وليس للمستضعَفين من إملاق كزاد..
أو حرب كلّ أشكال الاحتكار  المعيب
ومحاربة أساليب التّصنيف والاستبداد..
فجميع النّاس في الإنسانية سواء بسواء
فالكُلُّ لديهم أُنوفُُ وأفواهُُ وعيونُ،
فلِم تُلصِقون بهمُ الأذناب..؟
عبدالله أيت أحمد

تعليقات

المشاركات الشائعة