درب المشاية/بقلم رضا الحميدي.

من خزانتي وذاكرتي .
على درب المشاية. أوائل التسعينيات بالعراق.
قصة حقيقية حدثت وكنت قريب منها وشاهد عيان.

جار الزمان بشاب شديد البنية في مقتبل العمر  لايقوى عليه حتى عشر شباب مجتمعين إلا بالحيلة.
ولاكنه غلبته طيبته ونفسه المطمأنه المؤمنة.
خرج من المدينة وتوجه للفلاة والبر عسى أن يجد مأوى من جور السلطة وعيون الحكومة الظالمة بكل مكان.
فرماه الزمان على موقع غير مرغوب فيه
فبنى سقف كوخ ليحتمي به من حر وبرد
نزله بالشتاء وبقا يعمل حتى تمكن من شراء حمار ركوب وعربة يجرها ليستعين على بعد المسافة التي يقطعها.
وحين أصبح صاحب عربة وحمار قوي كالحصان
رغبوه أهل الزرع ليعمل معهم ويحمل اثقالهم
وبدأ  الناس يقعون بحبه لطيبته وتفانيه بالعمل الدؤوب
فتبنى عمل عائلة فيها أيتام على عاتقه ينقل لهم اثقالهم ومتاعهم متى حبوا.
يعملون لصالح صاحب أرض زراعية كبيرة
فيعطي أكثر مما يأخذ منهم.
وكان وقت فراغه يملأه ذكرا وقراءة القرآن والتسبيح والصلاة على محمد وآل محمد.
كل وقته الزائد.
يوما من الأيام وقت صلاة الفجر سمع نداء استغاثة
لرجل قتله ذئب الصحراء مع أنه يحمل بندقيته الكلاشنكوف
حتى لم يستطع نزعها من كتفه.
فوجدوه مذبوح من رقبته.
وكانت عين حاسدة ترقبه لاتعرف كيف المساس إليه
فأن صيته أصبح كالذهب فلا سبيل للأيقاع به .
حتى جاء الصيف.
وكان ينوي زيارة الأربعين لقبر الحسين عليه السلام
وشاءت الصدف ولايعلم أنه كان على درب المشاية
يأتون من كل فج عميق لزيارة سبط النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم.
يتسللون بأتجاه قبره الشريف لينالوا ثواب الزيارة
فإذا بالزائرين يسألوه المبيت وماء للوضوء  ومصلاة
وماعنده من طعام وشراب.
وحين نفذ لهم ماطلبوا منه سألوه عن اقصر الطرق التي تؤدي للقبر الشريف.
فقال لهم أنتم زوار الحسين عليه السلام
قالوا نعم
فقال نصلي الفجر ونذهب للزيارة معا فأكون دليلكم
فقالوا لا والله ترجع أنت بالسلامة ان شاء الله أنت زرت الزيارة.
فدلاهم وأشار لهم بالطريق وعن السيطرات والمفارز الحزبية
فلم يكونوا مهتمين وخائفين منهم.
فرجع ساعة ولحق بهم.
وأتم الزيارة ورجع .
هنا بدأت قصته مع أهل الشر. 👇
هناك شخص بيت له الشر حسدا وجحودا لما يقدمه من خدمة للجميع بسخاء دون مقابل.
فعمل الحاسد على التحالف مع مجرمين سفاحين قتلة
يقتلون لأجل قوت يومهم.
دون رحمة أو شفاعة.
كان يرقب بيت الحاسد قبل وقوع الأمر بثلاث أيام.
كل يوم مغرب يقف عند بابه رجلين شابين يراهم ويدخل بيته ليصلي المغرب. فكانت المنطقة بيوت متفرقة.
وفي اليوم الرابع جاءه الشابين عصرا فعرفهم.
ولم يبين لهم ذالك.
أحدهم كأنه فلقة القمر بتمامه محمر الوجه .
والثاني والعياذ بالله يشبه الصورة 👇👇👇👇👇
لاكن لم يتفوه ولو بكلمة.
فسلم الشباب جميل الهيئة بلباسه العادي
فسأل هل تقبل الضيف
فرحب الشاب الورع بهم على الرحب والسعة.
سيدنا تفضل.
فدخلا للبيت يضمرون الشر.
فقال لهم امهلوني اضيفكم بما يتوفر من طعام وشراب
وأصلي وبعدها لكم مطلق الحرية بما جأتم  به مبيتين النية.
فوضع الطعام أمامهم وبدالهم الأكل والشرب.
وأستأذنهم بالصلاة.
وكان ظنه سيضربوه على رأسه أثناء الصلاة فيقضي نحبه
وهذا كان مراده.
للعلم كان قادر على التصدي لهم.
فتعجب أكمل الصلاة ولم يفعلا له شيئا
أستغرب لهم لماذا لم تقوما بما جأتم لأجله.
فأبتسم ذو الوجه المشرق الجميل.
فقال له هل أنت سيد.
يعني من نسل النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم.
فرد لا أنا رجل عامي.
فقال له فكيف عرفت أني سيد من نسب الرسول.
فأجاب وجهك لايملكه كائن من كان.
قال له هل تعرفنا من قبل.
فرد عليه لا أعرفكم.
وهنا قال أتعرف لما جأنا إليك.
قال نعم.
وماهو.
فرد لقتلي واخذ مايمكنكم أخذه.
أو تعرف من سلطنا عليك.
قال جاري الحاسد.
رأيتكم تقفون ببابه ثلاث مرات بثلاث أيام وقت مغيب الشمس.
قال الشاب الجميل السيد.
تعرف وتعطينا ظهرك.
قال ولما لا لو كنتم ناوين على قتلي ما تأخرتم.
فقال السيد الشاب.
سأحدثك بكل صراحة وأكلمك عن نفسي.
بشرط لاتسأل عن هذا الشاب الذي معي.
فوافق الورع.
فقال له.
كنا كل يوم نعزم على القدوم لأجل قتلك وأخذ مايمكن أخذه منك.
كان يمنعنا رأيتك من بعيد واقفا على بابك كأنك شعلة من نور تضيء ماحولك المكان. والنور يخرج من الدشداشة التي تلبسها.
حتى داخل بيتك نراه بوضوح للعلم لاكهرباء بالمنطقة.
ويرسل حاسدك ومبغضك بطلبنا اليوم التالي فيحصل نفس الأمر معنا.
وهنا قلنا نأتيك ونستطلع أمرك دون علمه.
فسأله السيد هل تعرف تفسير الأحلام.
قال أن شاء الله.
هات ماعندك.
فقص السيد حلمه.
أنه رأى بالمنام الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.
مقتول والسيف ذو الفقار جانبه.
والقتلة حوله يسرحون ويمرحون فغضب السيد
فجاء على السيف لحمله ليقتل قتلة الحسين عليه السلام.
سمع صوت يناديه لا لم يحين وقتك لحمل السيف.
.....
فقال له.
بالتأكيد أن لديك الحق بحمل السيف لأخذ ثأر جدك.
وبالتأكيد هناك وقت محدد لذالك والكيفية التي يجب ان تكون لذالك.
بكل بساطة قد تكون سيرتك هي المانع .
عليك ترك الدرب الذي أنت متبعه فأنه المانع لهذا التكليف.
قال وهل يسامحني ربي لما عملت من أفعال مشينة.
قال نعم ولو كانت كزبد البحر.
وهنا قال له ادعيلي يا اخ يا مضيء الثوب.
فرد عليه الورع.
من يدعي لمن ياوجه القمر.
فقال أنت أدعي لي.
فرد
دعوت لك بصلاتي وسرعان ما استجاب لي ربي.
وعليك أن تدعولي عند جدك ولاتنساني حين يتم تكليفك.
فقال إن شاء الله لن أنساك مادام عندي نفس بالدنيا.

وكنا أنا والشاب الورع نبيع بنفس المكان والمحل بضاعتنا
فيروي لي مامر به ييومه ويستأمني على أسراره.
فأخرج من صندوق دراجتي الطعام والشراب لأقاسمه زادي
وقلما وورق لأكتب
وأحفظ عنه مايقول.  فكانت مجالسته تريح النفس.
ودامت صداقتنا لثلاث عشر شهرا متواصلة ...

لا أدري كيف ولماذا نشرت القصة لاكني نشرتها والسلام.

رضا الحميدي.....

تعليقات

المشاركات الشائعة